تباينت الأراء واختلفت حول أسباب تفوق البنات على الصبيان في التحصيل العلمي في المراحل الدراسية المختلفة
فهناك من يرى أن البنات متفوقات في دراستهن لذكائهن , بينما يرى أخرون أن الأولاد أذكى من البنات , في حين يرفض البعض هذه الفكرة من أساسها بقوله أن لا فروق بين الجنسين , وعلى حسب أراء الأختصاصيون النفسيون والتربويون فأن من الصعب تحديد الجنس الأذكى وذلك بسبب الأختلاف الكبير بين طفل وآخر , علماً أن قدرة الطفل الفكرية ليست وقف على تركيبة الدماغ وحدها أنما ترتبط بها التغذية الملائمة والصحة الجسدية السليمة ,بالإضافة إلى البيئة التي تساعد على تنمية الذكاء أو الحد منه , فالمناخ الاجتماعي والنفسي والثقافي الذي ينشأ الطفل فيه ويتميز ببحثه الدائم عن العلم والمعرفة له دور كبير في تحديد شكل ونسبة الذكاء عند الأطفال .
هذا يعني أن الأطفال يبدأون المرحلة الدراسية بمستويات فكرية مختلفة وفقاً لطبيعة الخبرة التي أكتسبوها في مرحلة ما قبل الدراسة فمنذ بلوغ الأطفال سن الثالثة يبداون بالقيام بتصرفات عديدة تتمثل في الإعتماد على النفس بشكل واضح , ويتجلى ذلك في تدبرهم لأمورهم البسيطة بمفردهم كأرتداء الملابس او المساعدة في أعمال المنزل , كما يتعلمون إكتساب الأصدقاء ويفضلون اللعب إلى جانب أولاد آخرين ويفضلون اللعب معهم ,وفي مجمل الأحوال يلاحظ أن الفتيات يملن إلى الهدوء أكثر من الأولاد في كثير من الأمور ويفضلن البقاء في المنزل وملازمة أمهاتهن , ويلعب هذا العامل دوراً كبيراً في تنمية وزيادة محصلتهن التعليمية وتزيد ساعاتهن الدراسية وتصبح قدرتهن الذهنية أكبر وتصبح نسبة التركيز لديهن واضحة , وترتفع بشكل يفوق الأولاد الذين يفضلون البقاء خارج البيت وقضاء اليوم بإكمله خارج البيت والتصرف كالكبار وتقليدهم , إذ يتميز الأولاد بفرط الحركة سواء داخل الفصل أو خارجه فيقضون معظم الوقت في أمور ثانوية ويهتمون بنشاطات عدة مما يفقدهم الكثير من فرص المتابعة والتركيز , بالإضافة إلى بعض الخلافات التي تقع في بعض الأحيان بين الطلبة الذكور وهذا ما لا يحدث في مدارس البنات كون البنات يلتزمن أكثر بالأنظمة والتعليمات اكثر من الاولاد .
نمو الدماغ
يعرف الدماغ بأنه العضو الرئيس في الجهاز العصبي المركزي وهو كناية عن مركز مراقبة الجسم وضبطه لأنه مزود بشبكة من الأعصاب يدرك بواسطتها جميع الحالات داخل الجسم وفي محيطه , ثم يقوم بتحديد رد الفعل المناسب لهذه الحالات من خلال إصدار إشارة خاصة بإرشاد الجسم حول كيفية التعامل مع هذه المعلومات ويكون الدماغ في ذروة نشاطه في عمر الثلاث سنوات من عمر الطفل حيث يتمتع الطفل في هذه المرحلة بقدرة أكبر على التعلم والإكتساب , لكن عظم الجمجمة لا ييلتحم ببعضه البعض إلا عندما يبلغ الطفل عامه السادس كما تختلف طريقة نمو قشرة المخ وتطورها بين الجنسين فقد ينمو النصف الأيسر من هذه القشرة عند البنات قبل نموه عند الأولاد , وبالتالي تتمتع البنات بملكات كلامية أفضل من تلك الموجودة لدى الأولاد , بالمقابل فأن نمو وتطور النصف الأيمن من يكون أجمالاً عند الاولاد أفضل مما يجعلهم يتمتعون بقدرة على الأدراك أفضل من البنات .
إحصائية
هذا وقد أفادت إحصائية نشرت مؤخراً تمحورت حول اهمية السنة الاولى في المرحلة المدرسية التأسيسية ( سن الخامسة ) أن البنات يتفوقن على الأولاد في جميع المجالات مما يؤكد انهن أذكى من الأولاد وأكثر نباهة في مراحل التعليم التالية التي تشمل الإبتدائية والثانوية والتعليم العالي , وكشفت الإحصائية ان معظم الأختلافات بين الأولاد والبنات في هذه المرحلة تتركز حول التنمية الإبداعية حيث أستطاعت البنات التعبير عن عواطفهن ومشاعرهن وافكارهن بصورة أفضل من الأولاد , وتفوقن في أستخدام مخيلتهن لسرد القصص والعزف والموسيقى بشكل أقوى وأكبر , وأشار الخبراء إلى أن الفجوة بين البنات والأولاد كانت أقل من ناحية فهمهم الحياة المحيطة بهم , وهو ما يدل على أن البنات أكثر حساسية وتفهماً لأحتياطات وعواطف الناس حولهن , واكثر قدرة على التعلم وأكثر تحمساً ورغبة في معرفة الأشياء وكيفية عملها .