الحناء رمز لكل حفلات المغاربة

تعتبر الحناء رمزا للأفراح والمسرات والأحداث السعيدة في حياة المغاربة، إذ لا يمكن أن يمر حفل زفاف أو مولد أو ختان دون أن يكون للحناء موقع خاص فيه، وتعتبرها الفتيات جالبة لفرص الزواج حيث توزع عليهن في الأعراس، وأحيانا تعمد الفتاة إلى التزين من صحن نفس الحناء الذي تزينت منه العروس ليلة زفافها.

الحناء رمز لكل حفلات المغاربة 20061021_a_henne_enfants

نقش الحناء وارتداء الزي التقليدي وسيلة لتشجيع الفتاة على الصوم لأول مرةوكانت الجدات تستحضرن في حكاياتهن لأحفادهن وحفيداتهن عدة معتقدات عن الحناء
فتروين أن الحناء "نبتة من نبات الجنة" وأنها دافع لشر العين والحسد.

واستمد هذا المعتقد من أفكار عتيقة تعود بعضها إلى العصور الوثنية التي كانت فيها الحناء أيضا أحد الأركان الأساسية في جلب الحظ.

تستعمل الحناء حاليا في الأعياد الدينية من طرف النساء في البوادي كطلاء لتخضيب أيديهن وأرجلهن ومن طرف الصبايا كدائرات صغيرة للأيادي.

أما في المدن المغربية تلجأ النساء "للنقاشات" اللواتي تنتشرن في جل الأحياء المغربية والمناطق السياحية لنقش الحناء لبناتهن خاصة بالنسبة للفتاة التي تصوم لأول مرة.

وتعتبر "النقاشات"، أو "الحنايات" مهنة جديدة استقطبت عدة فتيات وربات بيوت ينقشن الحناء إما في بيوتهن أو في محلات تخصص لذلك.

ومن أبرز هذه المناطق التي تعرف وجودا مكثفا لـ "النقاشات" ساحة محمد الخامس وسوق باب مراكش وسوق الغرب بالدار البيضاء وساحة "جامع الفنا" بمراكش، التي كانت دائما الرائدة في مثل هذا النوع من الابتكارات، و ساحة "الاوداية" بالرباط، وبعض أسواق فاس التقليدية و السوق "البراني" في طنجة و غيرها من المدن المغربية.

وقالت رقية أيت علي، نقاشة منذ 17 سنة "كنت استقبل الفتيات في منزلي إلا أني لاحظت أن المنزل أصبح لا يتسع لعدد الفتيات اللواتي استقبلهن في عدة مناسبات، فاكتريت محلا خاصا بسوق الغرب المعروف بـ "جميعة" في الدار البيضاء أعرض فيه المواد التجميلية واستغله لممارسة نشاطي".

وروت رقية ايت علي أنها اكتسبت هذه "المهنة" من أمها التي كانت تشتغل "نكافة" بمراكش مشيرة إلى التطور الذي عرفه استعمال الحناء في المغرب على مر العقود.

وأشارت إلى انه في ليلة القدر تصاحب عدة نساء بناتهن اللواتي يصمن لأول مرة لنقش أيديهن واختيار بذلة تقليدية من البدل التي تمثل مختلف مناطق المغرب.

ويلتقطن بعد ذلك صورة تذكارية لأول يوم من الصوم تشجيعا للفتيات على الصيام"
وأوضحت أن الإقبال على الحناء يرتفع ابتدء من ليلة القدر ويستمر إلى ليلة العيد
و تنتظر هذه المناسبة بفارغ الصبر لأن دخلها يرتفع فتدخر منه للأيام التي تقل فيها الزبونات.

واعتبرت سعيدة المجاطي، التي كانت تنتظر دور ابنتها مع باقي الفتيات أن »الحناء تبقى المنافس الدائم لمستحضرات التجميل العالمية.

والحناء في المغرب لها مكانة خاصة منذ القديم، ووجودها مرتبط غالبا بالمناسبات السعيدة كالأعياد ومناسبات الزواج.

وتتنوع استعمالات الحناء بين وضعه على شكل نقوش أو طلائه بشكل عادي"

وعن طرق وضع الحناء والمواد المستخدمة فيها قالت "في الماضي كنا نخلط الحناء مع القليل من عصير الحامض فنضعه غالبا على شكل خضاب لجميع اليدين والرجلين ونتركه حتى اليوم التالي لتتم نضارته وبريقه، أما اليوم فقد استبدل الحامض بمحلول "الدوليو"، وهو خطير على الجلد بحيث تحس المرأة بألم شديد وهي تضعه على جلدها"، وعلى الرغم من هذا الألم فمعظم السيدات يصبرن ويفضلن وضع هذا المحلول مع الحناء لتكون النتيجة مرضية ويعطي لونا داكنا.

وذكرت بأنه في القديم كانت النقاشة تزاول المهنة في منزلها وكانت تستعمل عودا رقيقا أو أحد أعواد الكبريت فتحاول رسم بعض الخطوط والدوائر غير أن الشوكة الطبية سهلت الأمر على "النقاشات" حاليا.

وتعرض "النقاشة" أنواع النقش على البوم صور فيختلف ثمنه بين المراكشي والفاسي والزموري و الخليجي.

وقالت النقاشة فاطمة الوزاني، التي تكتري دكانا بالسوق نفسه أن ثمن النقش يتراوح بين 30 و60 درهما حسب نوع النقش وانها تختلف عن باقي "النقاشات في السوق"،في كونها تستعمل المواد الطبيعية فقط فتخلط الحناء بالماء الدافئ وعصير الحامض وحبوب الشاي كي تعطي الحناء لونا أحمر عوض الأسود الذي يعطيه "الدوليو" والذي يشكل خطرا على الجلد خاصة.

» طريقة عمل الحناء الملون على اليد بالصور