أطلت عليًّ ّفي مبسم رائع سراباً ظننته الكوكب الساطعْ خيالاً كانت في ليال حالمات ربضت على ضفة قلبي الوادعْ طافت بها عيني وفي خاطري كانت هي حلمي الضائعْ
تفجرت في داخلي حبا وهمست برقة على المسامع ْ
عيناها نور نزل عليّ تشعلان في ناظريّ الضياء
بعينين لا تنضبان دمعاً أبكاهما في الغربة الشقاء
فؤادي ترنح في خفوق أشعل في العروق تلك الدماء
يردد بلهفة واشتياق في لحن رتيب وقد خار به النداء
في انتظاري كنتِ ولا ادري وقد بحثت عنكِ في متاهة البشر
أألقاك ؟ سألقاكِ واراكِ فالبعد اختفى و تحت ثرى الحب اندثر
أفديك حبيبتي اطلي وكوني قمراً يضيء فيّ عتم السهر
اطلي عليّ بشوقٍ حملقي وأمعني في عيوني النظر
أطلي يا فتاةً من خيال في ناظري وبالقلب عالق ِ
في دفاتر السنين نقبت وبحثت عنكِ وفي مدارات خافقي
في أقاحي البساتين وأزهاره وفي متاهات عمري العاشقِ ِ
فما ظل سوى لقاءٌ واحتضان شرسٌ بعد كلام رائقِ ِ
أوَصَلتْكِ أنباء قلبي اسمعيها هل مثل كلامي كلام في الهوى
ليس حبنا دفاتر مهملةٌ وكلام في سجلات الغرام قد انطوى
صيحي فصمتكِ لا تفهمه العقول وليس العاشق من تخور به القوى
أتدرين ما حالي في بعدكِ تخبط تلعثم فاني دمية في يد الجوى
هذا كلامي لك ألا تسمعين وهذا حبي في الأضلع دفين
وهذا أنا شاعر في صباه وعيونك علمته الشوق والحنين
وأنتِ الفن اشرب من نبعه المستطاب واحتبسه في القلب الحزين
رآكِ تبتسمين في سطوع فأصبح أول وأخر وكل العاشقين
فما كان غير التقاء الفؤادين بفعل رياح حبٍ عاتية
وما كان افتراءاً بفعل الشفاه وكلاماً لقصة عشق خاوية
كان الهوى وكان اللقاء وكان الحب يتسرب من كل ناحية
فما لي سوى أن أقول أهواك إلى حدود لامتناهية
وأتى يوم على العاشقين عسير تلبدت في سماءه السحاب
وهدأ الكلام تلاشى وغاب وفي القلب حالة تأهب وارتقاب
بين الحبيبين دخل العذال فغرسوا الفراق فينا وزرعوا الحجاب
فما كان لي إلا وميض عينيكِ أبصر به كلما تعب النظر وذاب
الحب تعكر صفوه وانعكر وجَرَتْ أنهار تفرقةٍ من غير مياه
رأيتكِ وقد تغير حالكِ وقلبكِ يصيح بآه تتبعها آه
سالتُ القلب الجريح ماذا دهاه فأسكته ظمأ الشفاه
سألت الجسد النحيل ماذا بلاه فسالت دموع أحرقت خداه
أأشاهد حقيقة أم خيال وقد ذبلت العيون أهدابها
أتراها تبكي بدمع غزير وقد تبللت أطرافها
أين منها بسمتها وضحكتها أين في القلب أفراحها
أين من عينيها البريق أين من جسدها ما كان من شبابها
وذاك الخصام كيف جرى وقد عُرف بينهما الوئام
أفديك حبيبتي من أجل يوم عشناه أين منك السلام
ومن أجل القلبين أين منك الإشراق والابتسام
ذابت الحروف في فاها وصمت القلب عن الكلام
أخصام صرنا بعدما كنا في كأس غرامنا نسكرا
أخريف صار ربيعنا الذي أزهر فينا واخضوضرا
أخصام حتى في العيون التي كانت بشوق تنظرا
ألا توقفين انكسارنا لنجد للعودة معبرا
أشْعّاري تناديكِ في نحول وتندب مما أصابها من جفاء
كأنه سحر ساحر وجرى فَقََلبَ النهار المشرق عتمة مساء
فعلُ فاعل أحكم قبضته باقتدار وأخمد من طريقنا الضياء
لاحَ في الأفق البعيد سهم صوب لتمزيقنا في الإنحاء
احتجب خداك عني واحتجبت من فاكِ الكلمات
سأنتظرك بصبر وأمل وسألقاكِ بقلب يوزع القبلات
فلا ترخي كفيْكِ وصلي وأنصتي لصوتي انه آت
لن يموت فيّ الأمل لاحتضانكِ فأنت كل الأمنيات
الهوى لا يموت والذكرى لا تنسى وان كان بعض الهوى يأفلُ
أفول نجوم ساهرات ساحرات في عيون ناظر مسبلُ
كنوم الليل في نهاره هو الهوى بالشوق مبللُ
كاستحمام السفن في بحارها تعشقه وهو الثائر المجلجلًُ
لن يمضي الهوى ولن ينطوي والعشق الثائر لن يعلوه الفتور
ليس الفراق في سجلاتنا فلا نلقاه ملوحين مرحبين بالزهور
زهور حب ظمئت في غياب شفاه تهمس بحب وسرور
نال من لونهن الجفاء واستنزف ريحهن عطر القصور
أأمسيتُ أنا الآن في عداد الظلاّم وبالأمس كنت حلم الحياه
أضاعت الكلمات والهمسات والعبرات, واستبدلت بفعل الجناه
بحديث كاذب لا صحة له وليس فيه ريح من كلام قلناه
أمسيت على موقد ملتهب أكتوي به وأدندن واحسرتاه
ناديتكِ عبر السنين ولم أدري إلى أين يقودني الجنون
وان رن الهاتف في مسمعيكِ انتفضتِ تعشقين صوتي الحنون
طارت بكِ الدنيا فرحاً ما عهدته عبر الأيام والسنون
فما نفع الحب بعدما شتت شملنا كائن كان من يكون
وودعت سرير الهوى بأمر الحظ البائس المظلل ِ
وخلفت ورائي قلباً يحمل ذكرى فأني الحبيب الأول ِ
وتركت بين أحضانك قصاصات أوراق شعر لا ينجلي
وحروفا كتبت بدمائي ختم لحبيب عن العرش متنحٍ معتزل ِ
حبنا بات حديثاً يتداوله اثنان على طاولة الورق
فكيف يستكين قلبكِ ويلقي وراءه هوىً دون غضبٍ وحنق
ليّ الله أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي فلست عبداً أبق
لا عودة ابغي إليك إنما لا بدل للعدل أن يعلو ويتحقق