مرت أيام كانت مستقبلا وصارت حكايات زمان, احتل الماضي مكان الكتب للقراء, واستهزأ الحاضر بالماضي بلا تفكير انه لولا ذاك الذي استهزأ به لما أتى هو.
كان وما زال الزمن هو الذي يقرر مصير كل إنسان, وكل إنسان يستطيع التحكم بزمنه الخاص بأشياء مفيدة أو مضرة.
هبت رياح الحرب واختفت نسمات السلام وها نحن في معركة الزمن الذي كرهه الجميع لسبب واحد هو انه أوقعنا في حفرة بلا بداية ولا نهاية...
لكن الخبير والذكي والحكيم من يصنع البداية والنهاية بنفسه مع انه صنعها ليس بالسهل, لكن لما استطاع صنعها الإنسان القديم ونحن استندنا عليها؟
وكما نستهزئ من ذاك القديم ونفخر بالجديد فسيأتي المستقبل ويسخربنا. استيقظوا يا بشر وانظروا حولكم فاليوم يصدق الكاذب ويكذب الصادق, لم سمحتم للزمن أن يسيطر عليكم ويقرر مصير كل واحد منكم ففي النهاية لن تبقوا على الحياة بل يبقى مكانكم الزمن. لف الكون ورأى الجميع ولم ير أن الإنسان القديم يختلف عن الجديد بأشياء عدة وقد قال انه لو كان الماضي يمتلك أدوات الحاضر لما اختلف الماضي عن الحاضر, وقد أجاب الإنسان انه لو عرفنا المستقبل لفعلنا ما نفعل الآن؟ وكان هذا السؤال الذي جعل الكون يعجز عن الكلام والوقوف بوجه أخطاء البشر.
تلك الدائرة الكبيرة هي دائرة الحياة فكل داء ما كان له دواء أصبح اليوم أسهل علاج واكتشف اليوم أمراض أخرى بلا دواء فهل سيكشف علاجها في المستقبل القريب أو البعيد, هل لاحظ البعض أن كل ما له ثمن يزول وكل مجاني يبقى كل الزمان والدهور كالشمس والقمر كانا قديمًا وبقيا حديثًا ولن يزولا إلى آخر يوم في الحياة. هل رأى مخلوق أن الحياة كقصة كانت وما زالت وستذهب يومًا ما وتطير من أيدينا كريش تحت الرياح. سمعنا صوت زجاج يكسر اليوم ولم يعرف الزجاج البارحة وما قدرنا النعمة التي نحن فيها عدا الماضي ولن نقدر ما نحن فيه إلا إذا حرمنا الله من نعمته وصرنا لا نعرف شيئًَا كأننا في عصر الجهل. بدأ العالم الحديث في التمادي والتبذير في كل شيء بعكس العالم القديم حيث كان يشتهي الكثير الذي نجده اليوم في القمامة لكن الزمن يدخل مرة أخرى وها نحن اليوم في بلادنا لا نجد ماءً كافيًا وفي بلاد أخرى في كل يوم نرى فيضانًا وهذا يعني انه من الممكن أن نفتح خرطوم المياه في يوم من الأيام ولا نجده حتى ينقط قليلاً من الماء وأيضًا ممكن أن يأتي فيضانٌ في احد الأيام ولا يدع شيئًا قائمًا على الأرض, وها هو العالم يتلاشى شيئًا فشيئًا من تبذير الإنسان فقد بدأ الإنسان القديم بالتبذير وقد أكمله إنسان اليوم. أتمنى أن يستفيد من أخطاءالإنسان كل من يقرأ موضوع.